ما الفرق بين التسويق المحلي والتسويق الدولي؟

الفرق بين التسويق المحلي والتسويق الدولي

أصبحت التحديات كبيرة في عصرنا الراهن بسبب طغيان المنافسات سواء كانت محلية أو دولية، فلم يعد التسويق مقتصراً على الحدود المحلية فحسب، وإنما تجاوز ذلك ليصل إلى مختلف البلدان في جميع أنحاء العالم، ولذلك بات التفريق بين التسويق المحلي والدولي رهن اهتمام الكثير من المجتمعات، فما الفرق بينهما؟ وهل هناك تكامل بين النوعين؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال. 

 

ما الفرق بين التسويق المحلي والتسويق الدولي؟

يختلف التسويق المحلي Local Marketing عن التسويق الدولي International Marketing في أن الأول يستهدف عملاء ضمن نطاق جغرافي معين، ومن ثم يصبح أساسياً لكل تاجر أو مستثمر أو رائد أعمال يكون موقعه على هذه الرقعة من الأرض، ويتخذ التسويق المحلي صوراً متنوعة، منها أن يكون التواصل مباشر مع العملاء أو أن يكون عن طريق البريد المحلي أو الفعاليات المحلية أو من خلال المنشورات الورقية داخل السوق المحلي.

 

أما التسويق الدولي فهو نهج تسويقي يتعدى الحدود الوطنية، فتكون الفئة المستهدفة من المستهلكين والعملاء موزعة في كافة الدول، ومن ثم فإن التسويق الدولي لا يتم عبر الحدود فحسب وإنما يشمل استراتيجيات محددة لكل دولة أجنبية وفقاً لمتطلبات واحتياجات العملاء.

 

ويتضح من ذلك أن أوجه الشبه والاختلاف بين التسويق المحلي والتسويق الدولي تتمثل في أن كلا النوعين -في جوهرهما- تسويق له استراتيجياته الخاصة التي يعمل بها، وأساليبه الضمنية التي ينتهجها لكسب رضا العملاء وزيادة المبيعات والترويج للسلع والحصول على عملاء محتملين.

 

كما يتبين أن:

  • التسويق المحلي يقتصر على مساحة صغيرة تقع ضمن نطاق الدولة، أما التسويق الدولي يغطي مساحة كبيرة تتجاوز الحدود الضيقة.
  • أن العمليات التجارية في التسويق المحلي تتم في بلد واحد، أما في التسويق العالمي تجري العمليات في أكثر من بلد.
  • يتميز التسويق الدولي عن المحلي في امكانية الوصول لأحدث التقنيات التي قد تكون غائبة أو ناقصة في وضع البلدان المحلية.
  • ومع ذلك فإن التحديات والمخاطر التي تواجه التسويق الدولي أكبر بكثير من تلك التي تواجه التسويق المحلي والتي تتمثل في التفاوت الكبير في الثقافات والتباين الاجتماعي وأسعار الصرف.
  • تكون الحاجة ماسة في التسويق الدولي للاستثمارات الضخمة التي تصب في رأس مال الشركات، بينما في حالة التسويق المحلي فإن الحصول على الموارد يتطلب استثمارات أقل.
  • تنعدم رابطة الألفة والود في التسويق الدولي، الأمر الذي يستدعي أصحاب الشركات إلى إجراء العديد من الأبحاث العميقة للسوق الأجنبي، الأمر الذي نجد عكسه في التسويق المحلي.

 

ما هو التسويق المحلي؟

إن التسويق المحلي أو ما يعرف باسم تسويق الأحياء أو المتاجر المحلية بأنه نهج تسويقي أو استراتيجية متبعة يكون الهدف منها الوصول لشريحة من المستهلكين والعملاء ضمن نطاق محدد ومُعرف، وبالتالي يساعد التسويق المحلي في العمل مع أي علامة تجارية تقع في نفس الموقع.

 

كما يصقل مواردك على جمهور محدد، ويكون بمثابة مفتاح لمعرفة شخصية المشتري من خلال تحديد المعلومات الديموغرافية والنفسية، والإلمام بقاعدة البيانات الشخصية والتي تتمثل في الجنس والعمر والتجارب السابقة ومستوى الدخل وغيرها.

 

ما هي أهمية التسويق المحلي؟

من خلال التمييز بين التسويق المحلي والدولي، يتضح أن أهمية التسويق المحلي تتمثل في الآتي:

  • يساهم التسويق المحلي في تحقيق الأهداف التسويقية التي تختلف بشكل كبير عن العلامات والشركات التجارية العالمية.
  • يساعد المشاريع المحلية على النمو والازدهار.
  • يُكسب المؤسسات المحلية القدرة التنافسية والدخول إلى نطاق منافسة أوسع.
  • يوفر رؤية محددة لأصحاب الشركات ورواد الأعمال بتحديد ميزانية تسويقية محددة تقع ضمن نطاق معين ومُعرف مسبقاً.
  • يعمل على تطوير مستوى المعيشة وذلك بإشباع حاجات العملاء والمستهلكين القائمين في هذا النطاق الجغرافي.
  • يسهم في توفير كافة المنتجات والخدمات وفقاً لاحتياجات المستهلكين، وذلك بالتعرف على الرغبات الكامنة والحاجات بمواءمتها مع ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة.

 

اقرأ كذلك عن تحليل السوق من خلال هذا المقال

 

أهم أهداف التسويق المحلي

تعبر أهداف التسويق المحلي عما تعمل عليه الشركات لبلوغه وتحقيقه خلال فترة زمنية محددة، وهذه الأهداف قابلة للقياس، وتعد مؤشر على الخسائر أو المكاسب التي تجنيها الشركة، كما أنها أهداف موضوعية ومنطقية، وتتمثل أهداف التسويق المحلي في الآتي:

  1. زيادة المبيعات، فالهدف الرئيسي لأي شركة أن تحقق المزيد من المبيعات، الأمر الذي يؤدي بدوره لتحقيق المزيد من الإيرادات، ومن ثم ارتفاع نسبة الأرباح، ويهدف التسويق المحلي إلى إدراة الأنشطة اللازمة لتحقيق هذه الزيادة، مثل: إقامة الفعليات المحلية، والإعلان عن منتجات جديدة، ولفت انتباه الجمهور بالعروض المميزة.
  2. الحفاظ على العملاء مع العمل على كسب عملاء جدد أو محتملين، حيث تستهدف الشركات من خلال إدراة التسويق إلى زيادة عملائها المتوقعين مع الحفاظ على ولاء العملاء الموجودين بالفعل.
  3. زيادة حصة الشركة في السوق، إن قدرة الشركة في تحقيق المزيد من المبيعات والأرباح بالإضافة إلى مهاراتها في الحفاظ على ولاء عملائها وكسب عملاء جدد يجعلها تندفع نحو زيادة حصتها السوقية، مما يجعلها أقل اعتماداً على المتغيرات الخارجية كالموزعين والمندوبين، وبدلاً من ذلك يكون اعتمادها على القنوات الداخلية الخاصة بها.
  4. الترويج للمزيد من الخدمات والمنتجات، إن عملية الترويج للمزيد من العروض يساهم في زيادة حصة الشركة السوقية وتوسيع قاعدتها الجماهيرية، وهذا ما يعمل عليه قسم التسويق وخاصة إذا كان التسويق المحلي مرتبطاً بالتقنيات والتكنولوجيا الحديثة.
  5. رعاية الأنشطة الترفيهية والثقافية، حيث تستهدف الشركات والمؤسسات أن ترعى جميع الأنشطة التي تعبر عن الفئات المستهدفة من العملاء والمستهلكين بإقامة الفعاليات والحفلات وخاصة أثناء الترويج لعروض ومنتجات جديدة.
  6. بناء تواجد فعلي على الشبكات الاجتماعية، ويصاحب ذلك أيضاً بناء تواجد رقمي سواء على المواقع الإلكترونية والنشاط التجاري، وتحسين الظهور في نتائج البحث، والاعتماد على الحملات الترويجية الممولة للوصول إلى فئات جديدة من المجتمع.

 

أبرز استراتجيات التسويق المحلي

توجد ثلاث استراتيجيات مهمة في إدارة السوق المحلي Local Market وهذه الاستراتيجيات تتمثل في الترويج والعلامة التجارية وعناصر الاندافع، وهذا بيان لها:

استراتيجية السيو المحلي Local SEO

يستطيع الإنترنت أن يقود مستخدمي الهواتف النقالة إلى المتاجر بشكل أسرع وبعيدًا عن النمط التقليدي، حيث يصل أكثر من 50% من المستهلكين إلى المتاجر المحلية خلال 24 ساعة باستخدام الهواتف، ولم يمكن حدوث ذلك إلا بالاهتمام بالسيو والذي يعني بتهيئة محركات البحث من أجل الظهور في الصفحات الأولى عند استخدام الكلمات المفتاحية التي يكثر البحث عنها من قبل المستخدم.

 

استراتيجيات الإعلام المحلي

إن الإعلام المحلي يستحوذ على ثقة المستخدمين، حيث يوفر له الرؤية الكاملة عما يدور من حوله، ويساعده على الاطلاع على الأخبار المتعلقة بأحوال السوق والاقتصاد وأسعار الصرف، لذا فإن الاستثمار في هذا القطاع يساعد على انتشار العلامة التجارية وزيادة الإقبال على المتاجر التي تشرف عليه، كما يعمل الإعلام على جذب انتباه المستخدمين نحو ما تقدمه من خدمات وتعرضه من سلع ومنتجات.

 

استراتيجية الترويج

توجد العديد من أشكال الترويج التي ينتهجها تجار التجزئة، منها: وضع اللافتات الكبيرة على النوافذ والمواقع الرئيسية لاطلاع العملاء على عناصر البيع الفريد، كما يتم وضع مواد نقطة الشراء على القسم أو الرف في موقع قريب من العناصر المعروضة للبيع

 

وفي هذه الاستراتيجية يهتم تجار الجملة والمطاعم وتجار التجزئة بالاستعانة بالالكترونيات مثل: الشاشات الكبيرة لعرض منتجاتهم وعروضهم وشرحها، كما يميل بعض التجار إلى التجربة الفعلية كأن يمنح العميل تجربة تذوق طعام معين قبل الشراء.

 

استراتيجية العلامة التجارية

تشير الإحصائيات أن 80% من الأشخاص يجمعون المعلومات ويعالجون ويحللون المنتجات والعروض من خلال عيونهم، لذا يميل تجار التجزئة إلى استخدام الألوان عند تقديم الخدمات وعرض السلع والمنتجات، لتأثير الألوان على الحالة النفسية والمزاجية للعميل.

 

كما يهتم رواد الأعمال ومديرو الشركات بتعزيز العلامة التجارية وترسيخها في أدمغة العملاء من خلال اللافتات الكبيرة  واستراتيجيات التسويق التي تدفق حركة المرور، فقد يعرض مصنع لمساحيق التنظيف عبواته ومنتجاته بشكل أفقي أو رأسي، مما يعزز جاذبية العين، الأمر الذي يسهل على العملاء تحديد العلامة التجارية للشركة بسهولة.

 

استراتيجية عناصر الاندفاع

ترتكز هذه الاستراتيجية على عناصر الإغراء التي تدفع العملاء إلى شراء  بعض الأشياء التي لم يكن في الحسبان شرائها ولم يكن هناك توقع من الأساس لشراء أياً منها، فعناصر مثل: البطاريات والحلوى والمجلات والصمغ والسلاسل وغيرها يضعها البائع بالقرب من السجلات ليتمكن المشتري من النظر إليها وتحديدها قبل الخروج من المتجر، وتكون هذه العناصر رخيصة الثمن ولكنها شائعة ويكثر استخدامها، ولذلك يضعها بالقرب من صندوق الدفع.

 

استراتيجية الشبكات الاجتماعية

إن التسويق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يضمن لك الفاعلية المستمرة، حيث تساعد هذه المواقع على إقامة علاقات مباشرة مع العملاء والمستهلكين من خلال الإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم أو طرح العروض والخصوم بشأن المنتجات والخدمات التي تقدمها.

 

ما هي مجالات التسويق المحلي؟

إن مجالات التسويق المحلي ترتبط بشكل مباشر بالمنتجات التي يتم العمل على تسويقها، لذا تعد مجالات التسويق مختلفة ومتشعبة وذلك لاقترانها بأنواع المنتجات المطروحة، وتتمثل هذه المجالات في الآتي:

  • مجال الخدمات، ويشمل المجالات غير الملموسة والتي تتمثل في حدمات الإنترنت والإتصالات والنقل وغيرها.
  • مجال السلع، وهي منتجات ملموسة كالسيارات والهواتف والكتب وما إلى ذلك.
  • مجال المؤسسات، وهذا يتبين في صور رأس المال وحركة الأسهم وأسعار الصرف.
  • المجال الفكري، مثل براءات الاختراع، وهي جهود ذهنية تتجلى في شكل منتجات بشرية.
  • المجال البشري، بأن يكون الشخص هو المنتج المراد تسويقه، وذلك يظهر جلياً عند الاستعانة بلاعبي كرة القدم أو في الحملات الانتخابية.
  • المجال وفقاً للمكان، فالأسعار تختلف وفقاً للمكان الذي تُعرض فيه الخدمات والسلع.
  • المجال وفقاً للزمان، فمن شأن الوقت أن يؤثر على السعر بالزيادة أو الانخفاض.

 

اقرأ كذلك عن الميزانية التسويقية من خلال هذا المقال

 

ايجابيات وسلبيات التسويق المحلي

نستعرض في النقاط التالية مزايا وعيوب التسويق المحلي، وهذا بيان لها:

ايجابيات التسويق المحلي

  • التواصل مع الجمهور المحلي بفاعلية أكبر، حيث يسهم التسويق المحلي في التواصل مع العملاء على المستوى الشخصي، كما يلعب دوراً مهماً في تحقيق التقارب والألفة مع الجمهور، فإنشاء علاقة قائمة على الثقة والولاء مع الجمهور أصبح أمر في غاية الأهمية.
  • يوفر التسويق المحلي نوع من المصداقية بين الشركة والعملاء، فإن كانت الوسائط الرقمية تساعد على الوصول لأكبر عدد من العملاء وكسب المزيد منهم إلا أن التواصل الشخصي مع الجمهور عن طريق الوسائط المطبوعة أو استخدام محطات الراديو والمجلات يزيد من مصدقيتك أمام العملاء.
  • جذب فئات متنوعة من الجمهور، حيث يفيد التسويق المحلي في الوصول لكافة الفئات داخل المجتمع وذلك وفقاً لفهم طبيعة العميل، والقدرة على تلبيته احتياجاته باستمرار.
  • يعد التسويق المحلي مألوف وأكثر قابلية بالنسبة للعملاء، حيث تتنوع أساليب التسويق ما بين التقليدي والرقمي، ففي حال كان الجمهور المستهدف من كبار السن، تستطيع الشركات أن تعرض منتجاتها وخدماتها وتروج لها من خلال كتيب أو منشور ورقي، فليس من السهل فهم التسويق الرقمي بالنسبة لبعض الفئات.

 

سلبيات التسويق المحلي

  • يتطلب التسويق المحلي قدر عالي من التدريب والمهارة، فالموظفين بحاجة دائمة للاطلاع على كل جديد، وأن يكون لديهم معرفة وخبرة لتنفيذ التسويق، فالأدوات والأساليب التسويقية تتغير باستمرار، ومن الضروري أن تكون الشركة مُلمة بكافة هذه التغيرات.
  • إن زيادة الحصة السوقية في السوق المحلي تدفع رواد الأعمال وأصحاب الشركات لخوض تجربة المنافسة العالمية، وقد يكون من الصعب الوقوف أمام المنافسين الجدد لقلة الاستثمارات من ناحية، ولصعوبة مواكبة التطور الهائل في التقنيات والتكنولوجيات الحديثة من ناحية أخرى.
  • يقتصر التسويق المحلي على رقعة جغرافية محددة، ومن ثم يكون الجمهور المستهدف -وإن تنوع- مقترن بهذه الرقعة، الأمر الذي يجعل المنتج المحلي رهن حدود لا يستطيع تجاوزها.
  • إن التعرض لأي انتقاد لاذع من قبل الجمهور سوف يكون له آثره على علامتك التجارية، وذلك لأن الشكاوي والملاحظات تترك آثاراً سلبية لدى الجماهير، وفي عالم التكنولوجيا أصبح من السهل أن تكون هذه الشكاوي مرئية على وسائل التواصل.
  • لا يستطيع السوق المحلي تلبية متطلبات كافة الفئات، فهناك منتجات يصعب على التاجر أو البائع الحصول عليها لأنها مرتبطة بشكل مباشر بالسوق العالمي، ومن ثم نجد نفور من بعض العملاء للصناعة المحلية، وانجذاب أكبر للصناعات الدولية.

 

مثال علي التسويق المحلي

يمكن توضيح العديد من الأمثلة التي تشكل جوهر السوق المحلي، والتي تتمثل في أشكال التسويق المحلي وصور التسويق الوطني، وأنواع تتشكل من النسيج المحلي والدولي معاً، فأسواق مثل: سوق الخضار أو أسواق الخياطين والمصففين تعد شكل من أشكال التسويق المحلي، بينما سوق مثل سوق التوابل في ولاية كيرالا بالهند أو سوق السمسم والذرة في القضارف بالسودان يعد تسويق وطني، بينما توجد سلع مثل المشروبات الغازية كالكوكاكولا يتم تطبيق السياسات التسويقية المحلية والدولية عليها معاً.

 

ما هو التسويق الدولي؟

يعد التسويق الدولي أو Global marketing نهج تسويقي يتم فيه تطبيق آليات واستراتيجيات التسويق في أكثر من دولة، حيث تستهدف الشركات والعلامات التجارية تطبيق سياساتها التسويقية حول العالم، فمع التحول المستمر والتدرج نحو العولمة في الأسواق والأعمال التجارية، ومع ازياد المنافسة المحلية وتوسع الحصص السوقية وقيمة الأسهم، أصبح التسويق الدولي ضرورة ملحة

 

ما هي أهمية التسويق الدولي؟

إن المحفزات التي تدفع الشركات إلى تأسيس مخططاتها وأفكارها على التسويق الدولي تتضح من أهميته والتي تتمثل في الآتي:

  • الدخول إلى السوق العالمي، حيث أصبح من السهل -في العصر الراهن- مع ازدياد التوغل في استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة الوصول إلى الأسواق العالمية بسهولة، الأمر الذي يتيح امكانية الوصول لأكبر عدد من العملاء في ظل نطاق جغرافي أكبر بكثير.
  • فرص الربح أعلى، فالتسويق الدولي يستفيد بشكل كبير من المميزات والعروض الترويجية التي تقدمها مختلف الدول عالمياً، فيكون التسويق مرتبطاً بالقيم والأعراف والثقافة السائدة، أما عن الاستهداف، فالشركات تصل إلى قاعدة جماهيرية عريضة تزيد من مبيعاتها، وتنعكس إيجاباً على أرباحها وقيمتها السوقية.
  • تحسين الانتاجية، فالتسويق الدولي يسهم في زيادة الفعالية والانتاجية، وتحسين أداء الشركات وذلك من خلال استغلال الامكانات المتوفرة بكفاءة عالية مع العمل على تطوير الأساليب والتقنيات المستخدمة لمواكبة التطور الهائل في السوق.
  • التنوع، إن التوسع في الأعمال التجارية يتيح امكانية التنوع في السلع المعروضة والخدمات المُقدمة، وكذلك التنوع في المستهلكين والعملاء المستهدفين، بالإضافة إلى ما يُكسبه هذا التنوع من معرفة دقيقة بالأدوات التحليلية لمعرفة المتطلبات والاحتياجات الخاصة بالعملاء المحتملين، مما يجعل الشركة تعمل على تحسين منتجاتها، ورفع جودة الخدمات.

 

أهم أهداف التسويق الدولي

مع التقدم الهائل في التكنولوجيا، أصبح أمر التسويق عبر البلدان في غاية البساطة، كما أصبح من السهل تواصل المستهلك مع الشركات والحصول على المنتجات والسلع من أي مكان حول العالم، ولذلك بدت أهداف التسويق الدولي واضحة للعيان والتي تمثل في جوهرها الآتي:

  • تحديد حاجات المستهلك، فمن خلال بحوث التسويق الدولي أصبح من السهل اكتشاف وتحديد متطلبات العملاء والمتسهلكين، فهذه البحوث تقدم قاعدة بيانات من خلالها يمكن فهم رغبات وحاجات المستهلكين في مختلف الأسواق، مع تحديد مدى التباين بينها وبين أي سوق آخر.
  • العمل على إشباع حاجات المستهلك، وذلك من خلال المواءمة بين ما يرغب فيه المستهلك وبين السلع والمنتجات المطروحة بالإضافة إلى حل مشاكل التسعير والتصنيع وطرق التوزيع، ويتطلب ذلك أيضاً تحسين قاعدة المعلومات عن المستهلكين.
  • التنسيق بين العناصر التسويقية، من الضروري تنسيق الأساليب والتقنيات التسويقية بين البلدان وبعضها البعض، وذلك بأن تكون هناك هيئة إدارية مختصة تعمل على فرض التخصص والتحديد بين الوحدات التسويقية، فلقد أضفى التسويق الدولي نوع من التعقيد، ومن المستحيل حل هذه التعقيدات إلا بتحقيق التنسيق الكامل والتام.
  • تحقيق التقارب والسلام الدوليين، فالتسويق الدولي يهدف إلى بناء علاقات سلمية مع مختلف المؤسسات والشركات الرائدة حول العالم.
  • الحد من الفجوة بين الشمال والجنوب، أي بين دول العالم المتقدم ودول العالم النامي وذلك بمساعدة هذه الدولة على الدخول في المنافسة العالمية وإشراكها في السوق الدولي.

 

اقرأ كذلك عن التسويق المتكامل من خلال هذا المقال

 

أبرز استراتجيات التسويق الدولي

لبناء استراتيجيات التسويق الدولي لا بد أولاً من اختيار السوق الدولي، وثانياً التوجه إلى السوق الدولي، وأبرز هذه الاستراتيجيات الآتي:

استراتيجية المنافسة

في هذه الاستراتيجية يتطلب من الإدارة توفير قاعدة بيانات تخص المعلومات التي تتعلق برأس المال والموردين والتطور التكنولوجي والموارد البشرية، ويجب أن تجمع هذه المعلومات من مصادرها الأولية العالمية.

 

استراتيجية التعقيدات

ويقصد بهذه الاستراتيجية إدارة التعقيدات التي تواجه أصحاب الشركات ورواد الأعمال في السوق العالمي، مثل: تعدد الأسواق وتنوع الأهداف، صعوبة تحديد الحاجات والاختيار، اتساع النطاق الجغرافي، التعارض العالمي والمحلي في المصالح، ومن هذا التعارض يمكن إدارة التعقيدات، فأمام هذا التعارض يستطيع البائع أو المدير أن يوازن بين الأهداف المتعارضة بأن يوفر الموارد على نطاق أوسع لتحقيق التوزيع العادل وتوفير نظام معلوماتي دقيق للتحديث الدائم عما يخص بيانات المستهلكين وسلوكهم المتغير باستمرار.

 

استراتيجية التكيف

يشهد المناخ العالمي تغيرات وتقلبات شديدة لا يمكن الاستهانة بها، كما أن أنماط الاستهلاك والطلب والمنافسة دائمة التغير، ويتضح ذلك أيضاً في التقنيات الحديثة والتكنولوجيات التي تتطور باستمرار، وهذا كله يتطلب نوع من التكيف مع أي تغير طارئ، وهذا التكيف ينبع من ثقافة الشركة وجذورها الأصيلة التي تحفرها بعمق في السوق العالمي.

 

استراتيجية التدفق

إن عملية التدفق باستمرار تضح من خلال النظرة الجديدة للأشياء، حيث يتطلب من الإدارة أن تغير نظرتها للأشياء من حولها، ففي حال عدم التأكد، عليها الارتياح والتمعن، وفي حال عدم التكيف، عليها الصبر والمقاومة، وفي حال رؤية الفرص تلوح أمامها، عليها استغلالها دون توقف، كما يتطلب منها خلق الفرص أو استغلال أنصافها دون تهاون.

 

استراتيجية التعلم

ترتكز استراتيجية التعلم على أن عملية التعلم لا تتوقف بل هي في حركة ديناميكية لا تتوقف إلا بموت الإنسان أو باعتزال الدنيا، فعلي مديري الشركات تعلم المزيد دائماً، وتتمثل هذه الاستراتيجية في أكثر من عنصر، منها: التدريس والتدريب العالمي، إتقان اللغات المختلفة، تبادل الفرق ومراكز التأهيل العالمية، التعليم قبل الاختبار وبعده.

 

ما هي مجالات التسويق الدولي؟

تتمثل مجالات التسويق الدولي في العناصر التي يتشكل منها، وهي كالآتي:

  • المستهلك، وهو العنصر المستهدف في التسويق الدولي، ومن ثم تبدو الحاجة ملحة لفهم طبيعة المستهلك كيلا تقدم سلع وخدمات لأشخاص لا يبحثون عنها ولا تلبي حاجاتهم.
  • المنتج، يجب أن يكون المنتج الذي تقدمه مستوفي الشروط الدولية، فإن لم يكن كذلك، فلن تحقق النجاح المراد، ويكون الحل بألا تدخل هذا السوق مرة أخرى أو بأن تغير العرض أو المنتج بما يتناسب مع الطلب.
  • التسعير، وهو المجال الثالث -بعد المستهلك والمنتج- الذي يشكل حجر الأساس في التسويق الدولي، فإن طرحت منتج معين في نطاق محدد، فمن الضروري دراسة الأسعار التي يقدمها المنافسين، وهذا الأمر مهم لعلامتك التجارية، فإن طرحت تسعير في دولة معينة، وقمت بتسعير نفس المنتج بثمن مختلف في دولة أخرى، فذلك سوف يفقدك المصداقية في علامتك، كما يفقد العملاء الثقة بك.
  • المكان، إن اختيار مكان مناسب لعرض منتجاتك وخدماتك يتطلب منك أن تفهم سلوك العميل المستهدف، وذلك بأن تكون على معرفة بإن كان المستهلك يرغب في الشراء عن طريق الإنترنت أم يفضل الشراء بشكل مباشر من المتجر، وعلى هذه الأساس، تحدد المكان المناسب لمتجرك.
  • الترويج، فالترويج يختلف من دولة لأخرى، فبلدان مثل الصين وروسيا والبرازيل لم تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي قبل عام 2011 وهذا يعني ضرورة الاطلاع على ثقافات البلدان المختلفة وكيفية ترويج الخدمات والمنتجات فيها بما يتناسب مع ثقافتها وطرق استقبالها للإعلانات الترويجية.

 

اقرأ كذلك عن التسويق بالعلاقات من خلال هذا المقال

 

ايجابيات وسلبيات التسويق الدولي

للتسويق الدولي مميزات وعيوب يمكن استعراضها في البيان التالي:

ايجابيات التسويق الدولي

  • زيادة المبيعات، يساهم التسويق الدولي في زيادة المبيعات، مما يسهم في زيادة أرباح الشركات وزيادة حصتها السوقية، حيث يتيح التسويق الدولي امكانية الوصول لأكبر عدد من العملاء في جميع أنحاء العالم.
  • تكاليف أقل، إن انتاج كمية كبيرة من السلع لا تكلف الكثير، وهذا أمر قد لا يدركه البعض، فالعمليات الانتاجية الواسعة يوازيها انخفاض في التكاليف، وهذ الأمر يتوافق على السوق الوطني والدولي.
  • المزيد من فرص العمل، يتطلب التسويق الدولي عمليات تسويق أكبر بكثير لتلبية حاجات المستهلكين دون نقصان، وذلك من شأنه أنه يسهم في فتح أبواب العمل إزاء الراغبين من ذوي المواهب، حيث يوفر امكانية العمل في كل من البلد الأم والبلد المضيف.
  • تحسين الدخل، حيث يوفر التسويق الدولي مستوى دخل مناسب، فهناك بعض المنتجات والسلع التي لا يسمح انتاجها في بعض البلدان نتيجة القيود التي تحكم بعض المناطق الجغرافية، بينما تكون هذه السلع متوفرة بكثرة في بلدان أخرى، ومن ثم يمكن للعملاء شراء منتجات غير متوفرة في بلدانهم بأسعار أقل وبجودة عالية.
  • تعزيز التبادل الثقافي والاجتماعي، فمع التسويق الدولي يصبح تبادل الإرث الثقافي أسهل، ولا يتوقف الأمر عند حدود السلع والمنتجات، وإنما يحقق نوع من التبادل والتكامل في الثقافات والقيم والأعراف.

 

عيوب التسويق الدولي

إن مزايا التسويق الدولي كثيرة لكن جوانبه السلبية لا يمكن التغاضي عنها، وتتمثل في:

  • شدة المنافسة، فالمنافسة في التسويق الدولي أكثر شراسة من المنافسة المحلية، فالتحديات والمخاطر كبيرة بالنسبة للشركات، وامكانية التغلب على العلامات التجارية ليس الأمر بالسهل، لذا يجب على الشركات التي تقتحم السوق العالمي أن تضع في عين الاعتبار درجة المنافسة.
  • التباين الثقافي، من التحديات التي تواجه التسويق الدولي التباين الثقافي بين الدول، فلكل دولة معايير وأنماط معيشة وتقاليد وثقافات ولغات تختلف عن الأخرى، ومن ثم يجب أن تكون الصناعة مُلبية لتطلعات العملاء وملائمة للثقافة التي تعبر عن المستهلك.
  • التقييد الحكومي، حيث تتجد الحكومات في بعض الدول إلى فرض قيود تتمثل في لوائح وقواعد لا يمكن الخروج عنها، ومن الممكن أن تؤثر هذه القيود على المبيعات والأرباح، كما توجد قيود على بعض المنتجات، مما يؤثر على العمل التجاري.
  • الأحداث الطارئة، قد يتأثر التسويق الدولي إذا ما تم نشوب حرب بين الدول بعضها البعض، فالاضطرابات التي تحدث بين الدول تعطل عملية التفاهم، ومن الممكن أن تفدي هذه الحروب إلى كوارث في الأرباح والمبيعات.

 

مثال علي التسويق الدولي

توجد العديد من النماذج التجارية الناجحة في التسويق الدولي، ومنها: زارا ZARA والتي تستحوذ على نسبة كبيرة من سوق الأزياء، حيث تمتلك ما يقارب من 3000 متجر في 96 دولة حول العالم، حيث يعزو نجاح هذه المؤسسة إلى قدرتها على مواكبة التطورات الحاصلة مع طرج منتجات تتماشى مع الموضة العالمية بجودة عالية وأسعار متفاوتة ومناسبة لكافة الشرائح.

 

من الأمثلة الرائدة أيضاً في مجال التسويق الدولي شركة كريم Careem وهي نموذج عربي استطاع تحقيق نجاح مبهر في مجال خدمات السيارات، حيث تأسست هذه الشركة عام 2012 واستطاعت التوسع لتصل خدماتها في 14 دولة في أكثر من 100 مدينة تتنوع بين مصر والأردن وباكستان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

 

واذا كنت تريد اعداد خطة واستراتجية للتسويق المحلي والدولي يمكنك الاعتماد علي شركة جي دارت للحلول التسويقية 

أهم المصادر

evinexhubspot

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *