ما هو التسويق التقليدي Traditional Marketing وكيفية تنفيذه

التسويق التقليدي Traditional Marketing

إن مصطلح التسويق قد بدأ في الظهور منذ القرن التاسع عشر، ولكنه برز بالصورة المتعارف عليها الآن في الخمسينات من القرن المنصرم، وكان يتخذ وقتذاك صور عدة تتمثل في المطبوعات والنشرات الإعلانية والصحف والمجلات، ومع التطور الكبير في التكنولوجيات وزيادة المنافسة أصبح التسويق من أكبر الصناعات في العالم نمواً، وفي هذا المقال نستعرض ما يخص التسويق التقليدي مع توضيح نقاط الاختلاف بينه وبين التسويق الرقمي.

 

ما هو التسويق التقليدي Traditional Marketing؟

يعد التسويق التقليدي اللبنة الأولى لكافة صور التسويق الأخرى، وهو الأكثر ذيوعاً عن غيره، ويمكن أن نقول عليه أنه تسويق لا يعتمد على الإنترنت كأداة للترويج والإعلان، وإنما يقتصر عند حدود الطباعة والبث والبريد والإعلانات المطبوعة واللوحات الإعلانية والإعلانات عبر الراديو والتلفاز، ويشمل هذا النمط كافة تقنيات التسويق التي سبقت ما هو متعارف عليه اليوم باسم التسويق الرقمي.

 

ما هي أهمية التسويق التقليدي؟

إن أي نوع من التسويق يكون الهدف منه تحقيق النجاح للمؤسسة أو الشركة، فهو عنصر هام في الجهاز الإداري، ويسعى القائمين على عملية التسويق إلى زيادة المبيعات، ومن ثم زيادة الأرباح بالوصول لأكبر عدد من العملاء المحتملين مع الحفاظ على العملاء الموجودين بالفعلي بكسب الثقة والولاء للعلامة التجارية، وتبرز أهمية التسويق التقليدي في النقاط التالية:

 

  • يسهم التسويق التقليدي في تعريف المستهلكين والعملاء بالخدمات والمنتجات المطروحة.
  • جذب المزيد من العملاء بالعروض الترويجية واللافتات الإعلانية لإتمام عملية الشراء.
  • التعريف بالعلامة التجارية، وزيادة الوعي بها.
  • يمثل التسويق حلقة الوصل بين الإدارة والمستهلك وذلك من خلال استخدام استراتيجيات التسويق المباشر.
  • الاطلاع على حاجات المستهلك بفهم طبيعته ومن ثم العمل على إشباعها.
  • خلق جو تنافسي بين الشركات، ويكون المستهلك وحده القادر على اختيار المؤسسة التي تلبي احتياجاته.

 

اقرأ ايضا عن : استراتيجيات التسويق الإلكتروني

 

الفرق بين التسويق التقليدي والتسويق الإلكتروني

لعل الفارق بين التسويق التقليدي والتسويق الإلكتروني الأداء المُستخدمة من قبل المسوقين للترويج عن خدماتهم ومنتجاتهم، فالتسويق الرقمي يعتمد بشكل جوهري على الإنترنت كأداة للعرض والترويج، وهذا ما لا نجده متوفراً في التسويق بشكله التقليدي، حيث يضع المسوقون في الشكل التقليدي الإعلانات المطبوعة واللوحات الإعلانية أو إعلانات التلفزيون والراديو لاستهداف الجمهور ومن ثم التفاعل معها.

 

أما في التسويق الإلكتروني فإن سهولته تكمن في قاعدة الارتكاز المتمثلة في الإنترنت من سبيل استخدام الإعلانات المدفوعة والمجانية على محركات البحث أو شبكات التواصل الاجتماعي، كما يتم التسويق عبر البريد والاستعانة بمقاطع الفيديو والمؤثرين، ومن التحديات التي تواجه التسويق التقليدي انعدام الثقة في حالات عدة منها أن الإعلان بمجرد خروجه، لا يمكن تعديله متى حدث أمر طارئ أو كان هناك رغبة في ملحة في إعادة الصياغة.

 

ففي حال قمت بتسجيل نسبة ما على منتج تم إدراجه تحت بند العروض والخصومات، ثم أردت التراجع عن هذا الأمر، فإن التسويق التقليدي لا يتيح لك هذه المرونة الموجودة في التسويق الرقمي فضلاً عن ذلك فإن تكاليف الدعايا والإعلانات المطبوعة أغلى بكثير، كما يصعب التأكد من نسبة النجاح بعد وضع ميزانية كبيرة في هذا الاستثمار.

 

ومع ذلك فإن التسويق التقليدي وسيلة فعالة يلجأ إليها المستثمرين في العمل التجاري وأصحاب الشركات، فعلى الرغم من أن التسويق الرقمي هو محرك الإيرادات والأكثر تداولاً بين العملاء والمستهلكين إلا أن له عيوبه أيضاً، حيث يعتمد بشكل رئيسي على التكنولوجيا، ولكن ماذا إذا توقفت هذه التكنولوجيا؟

 

فكثير ما يواجه المسوقون عطل أو توقف في وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يقيد حركتهم، وتصبح المنشورات في هذا الوضع مجدولة بانتظار التحديث والنشر، وهنا ملف آخر تم فتحه مؤخراً بشأن فيس بوك، وهي القضية المتعلقة بالأمن والخصوصية، حيث تم تسريب معلومات خاصة تصل إلى 87 مليون ملف تعريف، فهذا الأمر يجب أن يوضع في الحسبان، ويمكننا القول أن المسألة هنا ليست اختيارية، بمعنى هل التسويق الرقمي أم التقليدي ! ولكن الأفضل أن تسلك كلا التسويقين وتستفاد قدر الإمكان بفاعلية كل وسيلة.

 

ما هي أنواع التسويق التقليدي؟

يتخذ التسويق التقليدي أشكال وصور عدة تعد بمثابة الأساس الذي يرتكز عليه، وهذا بيان لأنواعه:

 

1- الإعلانات المطبوعة

تعد الإعلانات الورقية بمثابة النمط المألوف للتسويق التقليدي، وهي من الوسائل الفعالة والموفرة للمال، حيث يتم توزيعها في المناطق العامة مثل: الحدائق والمقاهي وتحتوي على نبذة توضيحية حول المنتج سواء في السعر أو العروض أو الميزات أو أماكن توافره.

 

2- اللوحات الإعلانية

وهي من الطرق ذات الصيت في مجال التسويق التقليدي والتي يضعها المسوقون في الأماكن والميادين الكبرى وخصوصاً في المناطق التي تكثر فيها الحركة والازدحام، وتوضع على جانبي الطريق وتكون كبيرة الحجم ولافتة للنظر، وتحتوي على رسومات تفصيلية للمنتج واسمه.

 

3- البريد المباشر

وتقوم هذه الطريقة على إرسال المواد الورقية المطبوعة بشكل أشبه بالبطاقات البريدية إلى العناوين المستهدفة للعملاء، وقد يتم إرسالها بشكل عشوائي.

 

4- الإحالة

يقصد بهذا المصطلح أن يكون المسوق نفسه من ضمن العملاء الموجودين بالفعل، وهو شبيه بالتسويق الشفهي حيث تخبر الشركة عملائها بأن يشاركوا أصدقائهم ومعارفهم المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة بأن يخبروا عنها وعن الميزات التي تقدمها، وفي مقابل ذلك يحظى العملاء المسوقون هنا بخصومات على المنتجات مع كل شخص يقوم بزيارة الشركة أو يقوم بعملية شرائية.

 

5- البث

تقوم الشركة هنا بتقديم خدماتها وطرح منتجاتها عبر التلفزيون أو إذاعة الراديو لإثارة المشاهدين أو المستمعين، وهذه الإثارة ينتج عنها بحث من قبل المستهلكين عن الشركة لمشاهدة العروض التي تقدمها، وفي العادة تتم هذه الإعلانات الترويجية في الفواصل والفقرات بين المسلسلات أو البرامج.

 

6- المعارض والمتاجر

تعتبر المعارض فكرة تقليدية لكنها فعالة في التسويق للمنتجات، حيث تقوم الشركات بإنشاء معارض تجارية لطرح السلع والخدمات، وذلك لأن المعارض تكون في أغلب الأوقات مكتظة بالمستهلكين، كما يفضل بعض العملاء المشاهدة العينية والتجربة العملية قبل الشراء، ويوفر المعرض هذا التماس المباشر مع المنتج.

 

إيجابيات وسلبيات التسويق التقليدي

إن التسويق التقليدي شأنه شأن أشكال التسويق الأخرى له مزاياه كما توجد لديه بعض العيوب، وفي النقاط التالية نذكرها بالتفصيل.

 

1- مميزات التسويق التقليدي

  • يتميز التسويق التقليدي بأنه مؤثر أكثر من غيره، فالاحتكاك المباشر بالعملاء يوفر امكانية التعرف على متطلباتهم وفهم طبيعة احتياجاتهم، كما يسهم في تعزيز الانتباه لدى العملاء لجذب انتباههم من خلال اللوحات الكبيرة والدعايا التلفزيونية الممتعة.
  • يسمح لك التسويق التقليدي بأن تكون متواجداً في كل مكان، كما يمكنك الوصول لكافة العملاء بكافة الطرق الممكنة سواء كانوا في منازلهم أو في الحافلة أو في أماكن العمل أو في الشوارع.
  • يسهم التسويق التقليدي في تحويل العملاء المحتملين لعملاء فعليين لديهم ولاء وثقة لعلامتك التجارية، فالوسائط والمواد المطبوعة التي يقوم عليها التسويق التقليدي يتيح الوصول لأكبر شريحة من المجتمع، مما يساعد على زيادة المبيعات، ومن ثم زيادة الأرباح.
  • لا يتسم التسويق التقليدي بالتعقيد، فهو طريق بسيط يسلكه الفريق في حال لم يكن لديه دراية بالتسويق الرقمي، أما في وضع التسويق الإلكتروني فإن الحملة التسويقية تتطلب بعض الوقت لضمان النجاح، لذا تميل بعض الشركات للتسويق التقليدي كخطوة اقتصادية موفرة أفضل من غيرها.
  • التسويق التقليدي مناسب لأغلب الفئات، فعند اللجوء للتسويق الرقمي، تستطيع الوصول لشريحة أكبر لكنها شريحة تنحصر في الفئة الأصغر سناً ممن يجلسون على هواتفهم لأكبر وقت ممكن، ولكن هذا الأمر لا يجدي نفعاً مع الفئة الأكبر سناً، وهذا ما يوفره التسويق التقليدي لهم، فكثير من الجمهور ليس لديه معرفة بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وكذلك بعض العملاء لا يقضون أوقاتهم على الهواتف.

 

2- عيوب التسويق التقليدي

  • إن فوائد التسويق التقليدي كثيرة، لكنه لا يخلو من عيوب، وقد ظهرت هذه السلبيات منذ الاعتماد على التسويق الرقمي، حيث بدى التفاوت واضحاً بين كلا الأسلوبين، كما يعد التسويق التقليدي أكثر تكلفة من التسويق الإلكتروني وخصوصاً للمبتدئين، فأسعار المساحات الإعلانية باهظة.
  • يصعب على الشركات معرفة نسبة النجاح من الفشل لصعوبة الوصول للعملاء الذين حصلوا على هذه الإعلانات، على العكس تعتبر عملية التقييم أسهل في التسويق الرقمي وذلك من خلال الاطلاع عليها من مواقع الويب وشبكات التواصل الاجتماعي.
  • تتطلب الإعلانات وقت كبير لتجهيزها وإرسالها لكي تصل إلى الجمهور المستهدف، حيث تستغرق عملية تجهيز وتوصيل هذه الإعلانات وقتًا وجهدًا كبيرًا.
  • في بعض الأحيان تواجه الشركات أخطاء قد تكون إملائية أو مطبعية أو في الألوان والصيغة والتصميم، ويستحيل عليها تعديلها لأن الإعلانات قد وصلت بالفعل للجمهور، ومن ثم لا يمكن تعديلها أو استرجاعها.

 

اقرأ ايضا عن : الحملات التسويقية

 

كيفية عمل خطة تسويق تقليدي ناجحة؟

لا يمكن أن يقوم التسويق دون خطة أو استراتيجية يعمل بموجبها، حيث توفر هذه الخطط نموذجاً خاصاً بحركة السوق وظروفه المتقلبة ومقارنة الاتجاهات السائدة والاطلاع على منهج المنافسين وغيرها من الأمور الهامة للعمل التجاري، وهذه بعض الخطوات لضمان خطة تسويق تقليدي ناجحة.

 

1- مبادرات التسويق

تتمثل هذه المبادرات في العروض الترويجية واللوحات الإعلانية وكذلك إعلانات التلفزيون والمذياع أو أي وسيلة بامكانها تعزيز علامتك واسمك للجمهور المستهدف، ويجب أن يتضمن قسم المبادرات كافة الخطط المُستخدمة للترويج عن حملتك وعملك التجاري.

 

2- الميزانية

كل مبادرة تقوم بها لا بد من تحديد تكاليفها واحتساب تمويلها في النفقات الشهرية والسنوية، فعند تقويم تكاليفك تستطيع تحديد الأموال اللازمة لتفادي أي مفاجأت قد تؤثر على عملك، ومن ثم فإن تحديد التكاليف يوفر لك امكانية الطرح أو الزيادة أو التقليل من المبادرات التي تقوم بها وخاصة إن كانت باهظة الثمن بالنسبة للأعمال التجارية.

 

لذا كان لزاماً عند التخطيط لشراكة مع المصنعين والموردين للمساهمة في تحمل بعض التكاليف، أن يتم إدراج هذه المساهمات كتمويل إضافي، ومن الضروري أن ترحب بأي تمويل لأنه يساهم بطريقة أو بأخرى في زيادة الأرباح.

 

3- العائد

يجب على أصحاب الشركات تضمين عائد الاستثمار في الخطة التسويقية، وهو يمثل النسبة بين صافي الربح وكلفة الاستثمار، فالتوقعات التي تبني عليها مخططاتك المستقبلية هي المعلومات التي يميل المستثمرون إلى سماعها لمعرفة قاعدة الارتكاز التي تعتمد عليها في أعمالك القادمة.

 

كما يوفر هذا العائد امكانية توقع الاستجابة للمبادرات التسويقية التي تطرحها فيما إذا كانت تستحق التكلفة لفعاليتها أم لا، كما تسمح لك بحساب مقدار الإيرادات المتوقع تحقيقه في المستقبل.

 

هل تواجه صعوبة في عمل خطة تسويق ناجحة؟ الأمر أصبح سهلاً الآن، كل ما عليك التواصل مع شركة G-dart للحلول التسويقية، وستجد نخبة من الخبراء والمتخصصين يجيبون على استفساراتك على مدار اليوم.

 

أهم المصادر

hubspotmailchimp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *